الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الفنّان التشكيلي القطري يوسف أحمد الحميد: تونس مدرسة في التشكيل والمسرح.. وهذا واقع الحركة التشكيلية في قطر

نشر في  10 مارس 2019  (12:03)

يعدّ يوسف أحمد الحميد من أهمّ نجوم الفنّ التشكيليّ القطريّ والعربيّ والعالميّ، إن لم نقل أهمّهم. هو من مواليد سنة 1955 بالدوحة وخريج جامعة حلوان المصريّة سنة 1976 ومتحصّل على الماجستير من كليّة ميلز بكاليفورنيا سنة 1982.

يشارك يوسف أحمد في النسخة الرابعة لسامبوزيوم الفنّ المعاصر بمدينة الحمّامات والمنظّم من طرف جمعيّة «معا، للفنّ المعاصر»، ويعتبر من القامات الحاضرة بيننا وإضافة نوعيّة للمشاركين وخاصّة الشبّان منهم.

يعمل فنّاننا أيضا مستشارا فنيّا وكاتبا ومن أبرز الشخصيّات التي أسّست لنهضة الفنّ الحديث في قطر، خاصّة تسيّده لعديد لجان ساهمت في تأسيس وتأثيث المتاحف القطريّة بالمجال. 

تحاوره اليوم جريدة الجمهوريّة حول مشاركته:

-هل أنّ موجة الاهتمام بالفنّ في قطر سياسة هامّة للدولة أو سياسة أفراد؟

بعد ستين عاما من التعليم النظامي واكتشاف البترول، تغيّر منهج الحياة اليومي في قطر وجعلت قياديّي البلد ينظرون للعالم بنظرة أوسع. يندرج اهتمامها بالفنون من خلال النظرة المستقبليّة للدولة في مجالات السياسة والثقافة والاقتصاد والفنون. تبعا لذلك، ظهرت مواهب فنيّة ساهم  مدرّسو فنون عرب في صقل موهبتهم ومن بينهم شخصي أنا. 

عند تخرّجي مثلا سنة 1976، جاءتني دعوة من المركز الثقافي بالحمامات عن مديره الطاهر قيقة حينها وتتلمذت على أيدي فنّانين تشكيليّين تونسيّين مثل: منوبي بوصندل وحسن الصوفي وحمّادي بن سعد. أعتبر أنّ تلك المناسبة كانت واحدة من انطلاقات الفنّ القطري إلى الدول العربيّة، جعلتني أكنّ تقديرا كبيرا لتونس وتجمعني بها علاقة كبيرة. جئت مرّة ثانية للمشاركة في مهرجان الحمامات الثقافي بتشجيع من منصف السويسي في دورة حول المسرح، أعتبر تونس مدرسة في التشكيل والمسرح. لا أزال أحتفظ بمطبوعات أشغال ملتقى الفنانين العرب سنة 1974 ومحاضر الاجتماعات، وشاركت بمعرض عربيّ جماعيّ افتتحه الشاذلي القليبي آنذاك.

ساهم تدريس الفنون الجميلة بجامعة قطر في تطوير حركة التشكيل القطريّة وإعطائها بعدا عالميّا، خاصّة في ظلّ ظهور مؤسّسات رائدة مثل جامعة فريجنيا كومن وولث أونيفرسيتي فرع قطر. صارت حركة أعمق وأسرع بعد تأسيس هيئة متحف قطر ورعايتها لعديد المتاحف، والتحضير للبنية الثقافيّة التحتيّة استعدادا لكاس العالم بالتوازي مع المنشآت الرياضيّة.

-كيف تقيّمون مشاركتكم في سامبوزيوم الفنّ المعاصر بمدينة الحمّامات؟  

بالنسبة للوطن العربي، أثمّن هذا الجهد التونسيّ لجمع فنانين عرب وعالميّن. إذ بالرغم من المآسي التي تمسّ المنطقة، تبقى الثقافة بخير لأنّها مربوطة بالشعوب. هي مشاركتي الأولى، ويدفعني حبّي للمشاركة كنوع من الانتصار لكلّ هذه المآسي. أحرص على التحلّي بأقصى جدّيتي في العمل وآخذ جميع أغراضي وكلّ معدّاتي معي. أشتغل على خامة الورق القطري الذي أصنّعه بنفسي من سعف النخيل، وهو مدخل للتسويق الفني لهذا المنتج عبر إدماجه في العمل الفنّي نفسه ويعطي خصوصيّة فريدة للوحة. أستثمر خبرتي كخطّاط في الصحافة القطريّة وكاتب في مجلة الدوحة ومدرّس في الجامعة. أحاول أن أمنح اللّوحة الحسّ الشرقي العربي في إطار التحديث، عبر استخدام الألوان الباردة المغبرّة أي ألوان قطر.

-رأيك في الجيل الجديد للفنّانين التشكيليّين في قطر؟

هنالك أناس مجتهدون، إذ أنّ تفكير الأجيال الجديدة غير تلك القديمة، خاصّة مع تطوّر الفنون الرقميّة والفيديو وفنون التنصيبة (Installation). نسمح للجيل الجديد من الفنّانين بالتعريف بأعمالهم عبر تنظيم السنوات الفنيّة المشتركة مع دول عديدة مثل والصين واليابان وألمانيا، هذه السنة مع الهند. حوّلنا مقرّا لإطفاء الحريق إلى ورشات لفنانين مقيمين تعطى لهم منحة شهريّة حوالي 1500 دولار وفيه قاعات عروض، وتحصّلت ابنتي على منحتين وهي تدرّس الفنون الجميلة بالجامعة وفنّانة.

حاوره شوقي البرنوصي